السلام على البشير المبدع في طروحاته

وقفت بعضاً من وقت أمام نصك لا أعرف من أين آتيهِ فهو يؤتى من زواياه الأربعة و ما بينهما

فأحببت أن أرد بالإذن من كبار الكتاب و الشعراء على سؤالك عن قصيدة النثر

بالرغم من تسمياتها المتعددة

( الشعر النثري .. النثر الشعري .. القصيدة الحرة .. القصيدة خارج التفعيلة .. ..الخ )

فإن كل المسميات تدلنا على نوع واحد من القصيدة و هي

قصيدة لا موزونة بعيدة عن قيود و ضوابط القصيدة التي اعتدناها

هل نقبلها أم نرفضها .. ؟

سواء قبلناها أو رفضناها .. هي واقع موجود تحيط بنا نطرب لسماعها , نستمتع بكتابتها

وقبولنا بها أو عدم قبولنا , لايغيّر من الأمر شيئاً فلهذا النوع من الشعر قاعدة جماهيرية واسعة

لأنها تتماشى مع الحاجات النفسية التي أفرزتها الحاجات الاجتماعية التي هيأت لولادتها الظروف

التي مررنا بها في الآونة الأخيرة

صحيح أن قصيدة النثر تخلو من الوزن و القافية لكنها سهلة التناول قريبة من النفس

تحمل في داخلها الكثير من العاطفة الصادقة البسيطة و التصوير الجميل و الخيال الجامح

هذه القصيدة

تناسب إنسان هذا العصر الذي يحاول إثبات هويته ووجوده و يحاول أن يترك بصمة خاصة به

و بعصره الذي يعايشه

من يقبل هذا النوع من القصيدة له مبرراته التي غالباً ما يوردها بكل وضوح و اقتناع

و بالنسبة لمعارضي هذا النوع من القصيدة يعترفون بوجوده .. لكنهم لا يقبلون بها

حالهم حال أكثرنا ممن اعتاد على شيء و يصعب عليه الاعتراف بكل ما هو مستجد بشكل رسمي

لنقرأ رأي الشاعر الكبير محمود درويش الذي لاحقته تهمة أنه ضد قصيدة النثر

فقال : " ليس لدي أي تحفظ على قصيدة النثر و التهمة التي لاحقتني زمناً هي باطلة "
قلت وأقول دائماً إن من الإنجازات الشعرية المهمة في العالم العربي بروز قصيدة النثر، أي تأسيس
طريقة كتابة مغايرة للشعر التقليدي والحداثة التقليدية. قصيدة النثر تريد أن تميز نفسها وتريد أن
تطور أو أن تضيف نصاً مختلفاً عن القصيدة الكلاسيكية وعن القصيدة الحديثة التي صنعها جيل
الرواد. هذا أولاً. ثانياً، أنا من المعجبين جداً بشعراء كثيرين يكتبون قصيدة النثر. وأقول دائماً إن هناك
أزمة في ما يسمى قصيدة التفعيلة، وأنا أكره هذه التسمية، ولكن لا بديل لها. والأزمة أصلاً تكمن في الكتابتين. "

و عندما سئل لماذا إذاً لم تكتب قصيدة النثر فقال :

- ما دمت أكتب نثراً فأنا أكتب النثر، من دون أن أسميه قصيدة. لماذا ننظر الى النثر نظرة دونية ونقول انه أقل من الشعر؟
صحيح أن النثر يطمح إلى الشعر والشعر يطمح إلى النثر...
يعجبني قول للشاعر باسترناك: " أجمل ما في القصيدة ذلك السطر الذي يبدو نثرياً". إنني لا أريد أن أفرّق كثيراً بين الشعر والنثر، ولكن انطلاقاً من التجنيس الأدبي ما زلت أعطي للنثر اسمه وللشعر اسمه.
لكن السؤال هو:
كيف تتحقق الشعرية في قوام قصيدة؟
وأعتقد أن علينا أن نوقف النقاش حول الفارق أو الاختلاف أو الائتلاف أو الابتعاد أو الاقتراب بين قصيدة النثر والقصيدة. هذا السجال تجاوزه العالم. أما إذا سألتني عن رغبتي في كتابة قصيدة نثر فأرجو أن أكتب نصاً نثرياً من دون أن أسميه قصيدة نثر ( فأرجو أن أكتب نصاً نثرياً من دون أن أسميه قصيدة نثر )


فأرجو أن أكتب نصاً نثرياً من دون أن أسميه قصيدة نثر
لا تعليق .. كي لا أتهم بتجاوز الكبار

تقبل مني أيها البشير






كل التقدير و الإحترام