منتديات الرميساء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى

اذهب الى الأسفل

في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى Empty في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى

مُساهمة من طرف miss hajar الأربعاء يوليو 09, 2008 1:22 pm

تتجه القصيدة الجديدة الى سؤال ذاتها والعالم من حولها : هل الشعر موسيقى فقط ؟ وهل الموسيقى هي فقط هذه البحور
الشعرية ونظام التفعيلة الذي تعرفه كل اشعار العالم وبصور مختلفة ؟
وهذا معناه ان النظام الشعري القديم هو المقياس الوحيد لشاعرية الشاعر وشاعرية قصيدته .
وجاءت قصيدة النثر منذ اواسط القرن الـ19، خاصة منذ بودلير لتعلن ثورتها على هذا المفهوم العتيق الوارد منذ أرسطو وكتابات العصور الوسطى.

ولكن رهبة الشعر ترفض مثل هذا الانصياع..
الشعراء الكبار كبار في عالمهم وأزمانهم لأنهم كبا ر في شعرهم، وكبار في شعرهم لانهم تحدوا وتعدوا السائد والمعروف والتقليدي وضاقت بهم أردية الأوزان فمزقوها واخترقوها..
وعندما قرر الاندلسيون ان يمارسوا فرحهم وحفلاتهم الغنائية وجدوا ان بحور الخليل تضيق بهم فاخترعوا لهم أوزانهم الخفيفة التي تلائم غناءهم وحفلاتهم ومرحهم الذي لا يزال جليا الى اليوم في ما يسمى بالموسيقى الاندلسية بفروعها في
دول المغرب العربي وبعض التواشيح وربما ايضا موسيقى الفلامنكو التي لا تزال الى اليوم تطرب الآذان وتهز الخواصر في ديار الاندلس وفي مناطق من امريكا الاسبانية.
وفي اواسط الفرن الـ19 ظهر في فرنسا فتى شاعر ثائر منذ ميلاده على كل شئ، تعدى القوانين السائدة، وأعلن رفضه لكل شئ ، للعالم من حوله وللغة التي تكتبه وللشعر التقليدي الذي يسطر بمدرسية القرون الوسطى العتيقة فيه طرقَ التعبير الانساني.
كان الفتى رامبو قد قرأ كل الشعر وفهم كل الادب وأدرك العالم، وعرف فوضى الإنسانية فكتب بسرعة آراءه وقصائده ثم فجأة جاء قراره الحاسم الخطير: لن أكتب بعد اليوم شعرًا !.
!!!وتوقف تماما عن كتابة الشعر وكان عمره عشرين سنة فقط.
هكذا فعل احد آباء الشعر الفرنسي الحديث.
ولكن الشعر الذي كتبه كرس وجسد تلك الثورة التي ألهبت روح الفتى خاصة في عمليه الخالدين (فصل في
الجحيم)و(اشراقات.
رامبو قرر التوقف عندما كتب شعرا لا يعرف العروض ولا الأوزان ولا مسألة الإيقاع الكلاسيكية، ولكنه كان رغم كل ذلك شاعرًا بكل المقاييس كما يقرر أهل الاختصاص.
كان الايقاع في عين رامبو هو تلك الحالة النفسية /الروحية عندما تجسد الكلمات التي تجسدها على الورق وتحملها الى العالم..
والايقاع هنا شئ غير مرئي، وهذا ليس معناه غير موجود ، والأوزان والبحور غير موجودة ولكنها لاتلغي قيمة الشعر المكتوب.
وقد استغل الرامبويون (تلاميذ رامبو) أراء رامبو وبودلير، ودعوا الى شعر جديد خارج اوزار وأستار النظام الكلاسيكي للعروض والتقفية.
كان هذا هو البدايات الاولى منذ اواسط القرن الـ19 لما يسمى اليوم بقصيدة النثر، او النثيرة، التي جاء بها أدونيس والخال الى أدبنا العربي فقط منذ 1960 عندما تمت ترجمة رسالة دكتوراه الباحثة الفرنسية سوزان برنار حول هذا الموضوع والتي كان عنوانها (قصيدة النثر من بودلير الى اليوم).
ومنذ تلك الترجمة عرفت الدوائر الاكاديمية العربية والجرائد والمنابر الاعلامية نقاشا حادا حول موضوع النثر الذي ترك مكانه وامتزج بالشعر ليصير (قصيدة النثر).
لم تصدق الذائقة العربية ما يحدث ولم يكذب الواقع ما يحدث .
قصيدة النثر موجودة بالفعل، يكتب بها من يكتب ويرفضها من يرفض : بل من يكتب بها أضعاف من لا يكتب بها.. وهي الحجة الوحيدة في تقديري (وبعضهم يقول الغيرة) التي تملأ شعراء الاوزان عندنا بذات الغرورالذي كان يسكن أمرئ القيس وابا تمام والمتنبي...، وتعيد- وإن بصورة مختلفة - أمامنا صورة معركة شعر النقائض في العهد الاسلامي الاول..
ولكن الواقع يقول ان شعر هؤلاء يتأخر خطوات رهيبة أمام قصيدة النثر ،تلك الموضة الجديدة التي لا يزال نقاش العرب في جرائدنا ومنابرنا يدور حول سؤال جدواها وهل نقبلها ام نرفضها، وكيف ولماذا ؟
بينما هي صارت بحق موضة وصورة شعرنا اليوم كما يقرر ذلك عز الدين المناصرة وأحمد بزون وطائفة من النقاد..

miss hajar

عدد الرسائل : 69
تاريخ التسجيل : 06/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى